حفظ القرآن الكريم
بالبرمجة اللغوية العصبية
بواسطة الدكتور الغوثاني-جزاه الله خيرا-
الجزء الأول:-
شاب حفظ القرآن الكريم في 55 يوما هل هو يختلف عنا ؟
لا ...
هو يأكل مثلنا ويمشي مثلنا ويرتاح وعنده زوجة وأولاد .. غير متميز عنا .. لماذا؟
النموذج الآخر الفذ العجيب
* طفل مصري حفظ القرآن وعمره 10 سنوات استضيف للعمرة كان يأتي بجميع الآيات الخاصة بموضوع معين مجرد أن يطلب منه ذلك .. احتفلوا به ودعاه احد العلماء لحضور اجتماع وطلبوا منه أن يحدثهم .. فالتفت إلى أبيه وقال له : حؤولهم إيه ؟ فقال له أبوه حدثهم عن العلم، فبدأ الطفل بسرد جميع الآيات في القرآن المتعلقة بموضوع العلم ثم بدأ بجميع الأحاديث التي تحدثت عن العلم ..ثم بين فضل العلماء وأهمية العلم ..فقالوا له يكفي يكفي ....ثم طلبوا منه أن يتكلم عن زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فأجلسوه على الطاولة ( وذلك في اجتماع له مع النساء ) وقال : زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا فريقين ، فريق مع ستنا عائشة وفريق مع ستنا حفصة ، دول كانوا بيعملوا .....ودول بيعملوا كدا ....ثم طلبوا منه أن يحدث الأطفال ، فطلب أن يحضروهم أمامه ثم وقف أمامهم وقال : انتو عاوزين تكونون زيي ؟ قالوا نعم قال لهم : تصيروا مثلي بثلاثة أشياء
ركزوا ركزوا ركزوا ...
**التركيز مهم جداً :
ساعة تركيز تساوي سنة من الفوضى ..و5 دقائق تركيز تساوي أسبوعا من الفوضى.
التركيز : هو التخلص تماما من الجو الخارجي والتفرغ لقضية معينة.
فالتفرغ للقضية والتركيز عليها جزء كبير من حل القضية.
فلا تحل مشاكلك إلا بالتركيز
**ميّزات هذه الدورة :
بعد الانتهاء من هذه الدورة ستجد أنك قد تكون مطبقا لبعض أساليب هذه الدورة لكن بطريقة صحيحة ومنظمة:-
1)الاكتشاف
2)طريقة التفكير والتغيير
3)أفكار جديدة في حفظ القرآن الكريم
هذه النقاط الثلاثة ستحصل عليها بعد هذه الدورة إن شاء الله تعالى..
الاكتشاف : ستكتشف طريقة تفكيرك ستكتشف أيضا شخصيتك ستكتشف أنت بأي مكان وبأي موقع من هذه الدورة ..
**مراحل التعلم:
الفضول والإطلاع ------------> الفهم والاستيعاب -------------> الممارسة والتطبيق
فأنت قبل أن تشترك في الدورة كنت خارج هذه الدوائر الثلاثة وقبل أن تحضر أية محاضرة علمية أنت خارج هذه الدوائر فإذا سمعت عن محاضرة ودخلت فيها تكون في الساعة الأولى أو الدقائق الأولى أو الفترة الزمنية الأولى في فترة فضول وإطلاع (تقول: والله سمعنا عن دورة جديدة والله بدنا نشوف ايش راح يصير فيها ) فضول واطلاع لا أكثر .. البعض يبقى طوال هذه الدورة داخل الدائرة الأولى فإذا استطعت أن تقفز عن الدائرة الأولى إلى الثانية وبسرعة في الدقائق الأولى فستربح لأنك تريد أن تفهم وتتعلم .. المرحلة الثالثة مباشرة تكون في حالة التطبيق والتجربة .. تجرب ما قلناه في هذه الدورة فأنت في مرحلة التطبيق .. أتمنى أن لاتكون في الدائرة الأولى حاول أن تقفز إلى الدائرة الثانية ثم حاول أن تطبق مباشرة حاول ولا تجلس بدون فائدة أو فقط للإطلاع ..
*جلس شخص في إحدى محاضراتي وخلال التمرين لاحظت عدم مشاركته فيه .. فحينما سألته لماذا لم تشترك ؟ قال لي : " أنا أريد أن أشوف ماذا ستفعل ... "
كان لايزال في الدائرة الأولى ...
************************************************** **********
الجزء الثاني:-
والآن نحاول أن نطبق عمليا ... نحاول أن نتنفس تنفسا عميقا سنبدأ الآن .....
أول تمرين : هو أن نأخذ نفسا عميقا ... طيب لماذا ؟وما معنى ذلك ؟
الإنسان في الأحوال الاعتيادية يستعمل حوالي 30% أو 40% من رئتيه في التنفس .. لكن عندما يكون التنفس عميــــــــقا تفتح جميع شعب الرئتين وكلها تتحرك وتملؤها كلها بالأوكسجين الجديد وبدورها تكون قد غذت الدم بأوكسجين جديد .. والمعروف أن الدماغ يحتاج إلى الدم المغذى بشكل متواصل ...
فالدماغ مبني على الدم -----> الدم مبنى على الأوكسجين -----> الأوكسجين مبني على الهواء الذي في رئتيك ..
وهناك معلومة طبية ... هناك جهاز يسمى الجهاز اللمفاوي موجود في كل خلايا الجسم إذا منع الأوكسجين منها تتسمم فيتسبب في ازرقاق الجسم ثم اسوداده ..
التنفس شيء عجيب جدا
ولكن كيف نستفيد منه في حفظ القرآن الكريم ؟؟
باعتبار التنفس يفيد بالانتقال من فكرة إلى فكرة أخرى .. أو إجابة سؤال ما .. لذلك عندما تفكر وتفكر .. ثم تأخذ نفسا عميقا فتأتيك الفكرة من اللاوعي وحتى وأنت في قاعة الامتحان عندما تأخذ نفسا عميقا تتذكر ما نسيته .
إذاً القاعدة الثلاثية:
أوكسجين ---يغذي---> الدم ---يغذي---> الدماغ** للعلم و التطبيق:
*يساعد التنفس العميق مرضى الربو على تخفيف عدد الأزمات.
* كما أن تحت الحجاب الحاجز توجد منطقة ميتة لايدخلها أوكسجين إلا إذا أخذ الإنسان نفسا عميقا ؛عندها تنتعش الخلايا الموجودة في هذه المنطقة
* في حالات القلق بمجرد التنفس العميق تأتيك الحلول...
كذلك نرى الطبيب حينما يفحص المريض يسأل ويفكر فنلاحظ انه يأخذ نفسا عميقا ثم يصف الدواء ويعرف العلة .. كذلك الأطفال عندما يسأل أي سؤال يحتار فيه تراه يأخذ نفسا عميقا ثم يجيب ......
فالتنفس نعمة عظيمة من الله تعالى لاتكلفنا شيئا بل هي خدمة مجانية لنا تحل لنا كثير من المشاكل ...
إذاَ في لحظات الإحراج خذ نفسا عميقا .. وفي لحظات التركيز خذ نفسا عميقا .. إذا دخلت على محاضرة أو خطبة كن هادئا وخذ نفسا عميقا وبهدوء
( إذاً أول شيء تعلمناه من هذه الدورة هو التنفس العميق الهادئ )
تنفس ببلاش .. لايكلفك شيئا الهواء موجود في كل مكان .. أينما تذهب .. في الصباح .. عند الظهر .. في المساء خذ نفسا عميقا ... ثلاث مرات في كل وقت خذ نفسا عميقا....
************************************************** *********
الجزء الثالث:-الشخصيات الثلاثة (الأنظمة التمثيلية الثلاث):
1)البصري(الصوري) : هو الذي عيونه دائما تتجه إلى الأعلى إما يمين الأعلى أو يسار الأعلى إذا سألته سؤال يتعلق بالمستقبل رأيته يتجه بعينه إلى يمين الأعلى .. أما إذا سألته سؤال عن الماضي فيتجه بعينه إلى يسار الأعلى .. وعندما يتكلم ترى يديه على مستوى نظره .. إلى الأعلى ويتحرك كثيرا .. عيونه تذهب يمين ويسار وحينما يتحدث تراه يذهب يمينا ويسارا ولا يتوقف ... مثلا عندما تضع الكأس على حافة الطاولة يتنرفز .. ولا يرتاح حتى يحرك الكأس .. لأنه عندما يرى الكأس يراه وهو ينسكب على الأرض أو يقع وينكسر ,, فإذا أردت أن تعذب شخص بصري ضع الكأس على حافة الطاولة أمامه ..!!! يعمل عشرات الحركات في آن واحد، يتحدث بسرعة و بصوت عال،يقاطع أحيانا، يأخذ قراراته على أساس ما يراه بعينيه، أنفاسه قصيرة سريعة من أعلى الصدر فلا يملأ إلا ثلث رئتيه بالهواء، يمل ويسرع إذا كان الأمر لا يتعلق بقيمه العليا، يحب السرعة في الغالب و دائم الحركة و النشاط، يميل بوقفته إلى الخلف قليلا والرأس و الأكتاف لأعلى، نافخ صدره حتى انه يبدو للناظر انه مغرور، العبارات التي يستخدمها:أرى، أنظر، أتخيل، هذه فكرة غير واضحة، أرى وجهة نظرك، الرؤية ضبابية، الصورة معتمة...
2)السمعي : عيونه وسط .. اتجاه يديه عندما يتكلم بمستوى أذنه .. متوسطة .. يميل برأسه إلى جهة الأذن .. يقرب أذنه .. يهمه مستوى الصوت .. ويهتم بنبرات الصوت عند التحدث .. السمعي يحلل ما يسمعه فمثلا يقول .. سمعنا في الأخبار هكذا .... يحلل الأصوات .. الصحاف قال كذا وكذا .. أما البصري فينتبه إلى الطاقية ووضع الميكرفون أمامه .... وفمه الأعوج ...منصت جيد و يتضايق إذا قاطعه الآخرون، يعطي الأصوات اهتماما أكثر من المناظر، يتنفس بطريقة مريحة أسفل الصدر من عند منطقة الحجاب الحاجز و هذا أفضل من البصري و أصح لأنه يملأ ثلثي رئتيه بالهواء، يأخذ وقتا في الكلام و التفكير و الحكم، و يحكم على الأصوات بصورة أسرع من البصري، يأخذ قراراته على أساس ما يسمعه و ما يحلله من مواقف، يميل في وقفته إلى الأمام قليلا، أميل ما يكون للعقلانية و المنطق، متزن بشكل عام و حركاته و سرعته أقل من البصريين، العبارات التي يستخدمها: اسمع، الصوت واضح، قوة الكلمة، كلي آذان صاغية، نسق موسيقي، نشاز، أسمعك ترددين النغمة ذاتها، أنصت باهتمام...
3)الشعوري ( الحسي ،اللمسي،التذوقي،الشمي) : فتهمه نبرة الصوت المنخفضة فلا يرفعها .. يتكلم من قلبه ... بمشاعره وأحاسيسه .. المعلِّمة تتكلم مع طالباتها بمشاعرها يابنات .. يا أخواتي .. الزوجة الحسية .. زوجها يتكلم معها كلمتين تتأثر وتبكي .. وهكذا .. يتنفس بعمق و ببطء من أسفل الصدر فهو صاحب التنفس المثالي، يملأ كل رئتيه بالهواء، يحتاج للحنان والحب و التقدير المستمر و لا يستطيع أن يشعر بالراحة إذا لم يتوفر له ذلك، يعطي اهتماما اكبر للأحاسيس فهو ودود و لطيف ، يأخذ قراراته على أساس مشاعره و أحاسيسه الشخصية في الغالب، يقف و أكتافه للأمام قليلا و رأسه يميل لأسفل ناحية اليسار نحو القلب، يوزن الكلمات بقلبه قبل أن يخرجها من لسانه لأنه لا يحب أن يؤذي مشاعر الآخرين، و إن فعل و جرح أحدا بكلمة ما فهو يقصد هذا التصرف 100%، العبارات التي يستخدمها في الغالب: لدي إحساس بأنك على صواب، هذا جميل، رقيق، بغيض، أنا لا أشعر بالارتياح عندما أعلم تحت ضغط، هل يمكن أن تضع يدك على السبب الرئيسي، أمسكت بطرف الخيط للموضوع، أريد أن اشعر بطعم و حلاوة النجاح، أحس بالراحة، أنا اشتم رائحة الخديعة...
*السؤال المهم هو هل أنا بصري .... سمعي ... أم حسي ؟؟؟؟؟؟
قد تكون ممن يجمع بين ثلاثة أو اثنين .. ولكن بنسب متفاوتة .. وكل إنسان قد يجمع بين الثلاثة فيكون حسي بنسبة 20 % مثلا .. وبصري بنسبة 70 % .. وسمعي بنسبة 10 % ..
* كيف تعرف ذلك من خلال حفظ القرآن الكريم ...؟؟؟؟
السمعي مثلا : يهتم بصوت ، بمقامات الأصوات .. بالنغمات ، يهتم بالطبقات ، بانخفاضها وارتفاعها ، فحينما أركز على إمام معيّن وأرتاح له في صلاة التراويح مثلا .. وأركز على القارئ الفلاني في هذه السور والقارئ الفلاني في تلك... فأنا سمعي
أما البصري : فيركز على شكل المصحف طريقة الكتابة ، الخط ، الترتيب ، الأناقة ، الألوان التي في الصفحات ..أما الحسي فيتأثر بالمشاعر والأحاسيس التي ترد خلال الآيات لذلك هو ينبوع المقرئين من خلال تأثره بالجانب التصويري للقراءة فمثلا المنشاوي في سورة آل عمران يجعلك تعيش غزوة أحد تماما بمشاعرها وأحاسيسها والحالة التي كان عليها المسلمون خاصة عندما يقرأ ( إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم ... ) أو في آخر سورة الحشر أو في سورة الفجر مثلا خاصة عندا يقرأ ( وجائ يومئذ بجهنم يومئذ .. ) يصور لك الحالة تماما وكأن جهنم مربوطة بالحبال وتجر إلى ساحة الحساب ،
إذا كنت من النوع الحسي فإنك ستبحث عن مصطفى إسماعيل وهو قارئ قديم .. فهو يقرأ سورة يوسف ويصورها بأحاسيس ومشاعر رائعة وخاصة في تصوير ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة ......) فهو يتفاعل مع الآية بشكل عجيب جدا وكذلك عندما يقرأ ( فأكله الذئب ... ) ....سبحان الله .. يعيش القرّاء الأحاسيس والمشاعر، ولذلك فإن النقاد الذين يفهمون بالمقامات والدرجات والأصوات يقولون لانظير له في التصوير المعنوي ، أما محمد رفعت رحمه الله فهو من أوائل من قرأ القرآن وهو يتفاعل مع القرآن بطريقة عجيبة رائعة تأخذ بالألباب ،
ومن هنا يتبين لنا السبب والسّر في البحث عن مسجد معين لسماع تلاوة صلاة التراويح مثلا ، فأنت تتأثر وتعيش الأحاسيس وكل ذلك التأثر يأتي من العقل اللاواعي لذلك حينما يكون المتكلم أو الخطيب ناجحا نجده يبدأ بطريقة معينة ، يرفع صوته ثم يخفضه ، يخاطب الجميع كلّ حسب نفسيته ...
عمرو خالد مثلا متكلّم ماهر لأنه مرة يتحدث بطريقة بصرية فيصور على الشاشة صورة أم سلمة وهي على الناقة وتريد أن تهاجر مع ابنها سلمة.... ، أو يخاطب السمعيين فيقول لهم ... اسمع كذا.... واسمع كذا ويخاطب الحسيّ فيقول .. تخيّل أنك كذا .. وتخيل ... فهو يؤثر على الجميع ...
أما الشعراء فنجد أن عقلهم اللاواعي يؤثر عليهم ، بعض الشعراء لايعرفون بُحور الشعر ، ولكنه يتأثر بالشعر ويعرفه ، وكذلك بعض المنشدين ، الشاعر الحسّي مثلا يكتب بقلم من نوعية معينة ( بعض الشعراء لايكتبون الشعر إلا بنوعية واحدة ويهتم بشكل الورقة ،،،
الشاعر المعروف بهاء الدين الأميري يختار ورقا أنيقا معطرا ويعجب بخطه كثيرا لدرجة أنه يطبع دواوينه بخطه هو ...!!!
************************************************** **********
الجزء الرابع:-
نأتي الآن إلى علم البرمجة اللغوية:-
البرمجة اللغوية تشير إلى الأداة أو الآلة التي نبرمج من خلالها عقولنا؛ فاللغة نوعان :
1)ملفوظة 2)ملحوظة
فأنت تستطيع أن تبرمج نفسك بلغة ملفوظة وملحوظة من خلال التجارب الكثيرة، عليك أن تبدل المفاهيم التالية :
• ياغبي ، أنت لاتفهم ---إلى--- > يا ذكي أنت الأول ....
إحدى الأخوات كانت تلقب ابنتها الصادقة فكانت تناديها طوال اليوم الصادقة ، فكانت البنت بالفعل صريحة مع والدتها طوال اليوم .. وهكذا
والآن أيها المستمع ، انظر إلى نفسك وفكر ما هي أميز صفة تتميّز بها .. فأنت مثلا ..طموح ، اجتماعي ، متفائل ، أب ناجح ، حنون ، حسّاس ، ذكي ... الخ
ولا تستخدم الصفات السلبية المتشائمة ..
فالبرمجة هي هندسة النفس البشرية ودراسة الوجود الذهني فنجد أن بعض هذه الصفات مركزة على الذات ( مواقع الإدراك ) وبعضها مركزة على العلاقة مع الآخرين ..
أما مثال برمجة العقل باللغة الملفوظة :
دخل أستاذ على فصل اشتهر طلابه بالفوضى .. وسألهم لما كل هذه الفوضى ، فقالوا له : لاتتعب نفسك معانا يا شيخ لأننا شعبة الأغبياء ، فقال لهم : من قال لكم ذلك ؟ قالوا : الأستاذ الفلاني قال أن شعبة أ هي شعبة الأذكياء وشعبة ب هي للمتوسطين وج شعبة الأغبياء ، فقال لهم بل انتم أذكياء وسأسألكم سؤال وستجيبونني عليه لأثبت لكم أنكم أذكياء .. فسألهم سؤال بسيط وأجابوه , فقال لهم أرأيتم أنكم أذكياء ، وبعد فترة ، فعلا تبدل الفصل إلى الأفضل .. هذا هو الشعور الذي جاء به المدرس للطلاب ، برمج عقولهم لفظيا من أغبياء إلى أذكياء ..
ومن ذلك أيضا تجربة الثقة بالطلاب في عدم الغش بالامتحان ، تجربة الصوم أيضا تعلمنا الثقة بالنفس ومراقبة الذات , فقد يختلي المسلم كثيرا بنفسه ولكن لايفكر أن يفطر ..لأنه يستشعر مراقبة الله له ، أيضا قصة أحد الأخوة الذي يحكي قصته فيقول أنه عندما كان طفلا أراد أن يحفظ القرآن وبالفعل بدأ وحفظ جزأين .. وكان يحفظ بالمسجد فدخل عليه أحد الشبان وسأله ماذا تفعل فقال له : إني أحفظ القرآن ، فتعجب الرجل وقال له : " بدك تحفظ القرآن كله ؟؟؟"
وأوحى له أن الأمر في منتهى الصعوبة ، ودخل هذا الإيحاء إلى عقله اللاواعي وتأثر به .. ومن ذلك اليوم ترك هذا الرجل حفظ القرآن ومازاد عليه آية وهو الآن يحضر لرسالة الدكتوراه ولم يستطيع الحفظ ...؟؟؟!!!!!!
قصة الشيخ السديس عندما كان طفلا كانت أمه دائما تقول له " يا عبد الرحمن احفظ القرآن إن شاء الله تعالى تصير إمام الحرم "، فكان يأتي إلى الحرم ويراقب حركات الإمام ويفكر هل سيكون مكانه في يوم من الأيام .؟ واخذ يبرمج عقله على ذلك ، وعن طريق العقل اللاواعي حقق هذا الهدف وكان يفكر هل يمكن أن يقرأ بدون أخطاء ؟ وهل يمكن أن يتلو الآية ولا يخطئ في التلاوة ...؟؟؟ وبالفعل ماشاء الله تراه يقرأ ولم يُذكر له أي خطأ ...!!!
العقل اللاواعي والعقل الواعي
كل إنسان يملك نظامين للعقل :
العقل اللاواعي 93% العقل الواعي 7%
**وظائف العقل اللاواعي:-
مثال : عندي موعد هام غدا الساعة السابعة صباحا ، وفجأة استيقظ من النوم قبل الموعد وبدون منبه ، العقل اللاواعي عمل عمله فمن وظائفه :
1)تخزين المعلومات والذكريات :
لذلك انتبه إلى مايخزنه عقلك اللاواعي ...!
خزّن مايلي :
أنا شخصية مهمة فاحترموني .
ليس هناك فشل ولكن هناك تجارب .
أنا أحاول ، أنا أجرب ، أنا استطيع
أنا أستطيع الاستيقاظ فجرا للحفظ والصلاة ... أجرب الليلة
هناك ملاحظة هامة توصل إليها الباحثون وهي أن العقل اللاواعي يعمل ويحفظ والإنسان جنين في بطن أمه!!!!
وقصة مدرسة الرياضيات لفتت انتباه الباحثين إلى أن الجنين يمكن أن يحفظ ، وقد قاموا بتجارب على الحوامل فأسمعوا مجموعة منهن موسيقى ، ومجموعة أخرى أخبار والمجموعة الثالثة تركوهم فلم يسمعوهن شيئا , فوجدوا أن كل مجموعة تفاعلت أولادها بعد الولادة مع ما سمعته قبل الولادة ..!!!
والمرأة وهي حامل عليها أن تعطي رسائل ايجابية دائمة لجنينها .. ومن الخطأ أن نبعث رسائل الكره وعبارات التذمر إليه، والأمثلة كثيرة والتجارب أكثر من أن تحصى، وهذه بعضها ...
إحدى الزوجات حملت بعد 15 سنة وقد تعودت على تلاوة سورة يس ويوسف دائما ، تقول أن طفلتها بعد الولادة بأشهر تصغي لسورتي يس ويوسف وتتأثر بها وتهدأ ...
مدرسة تربية إسلامية طوال فترة حملها هي تدرس سورة الأحزاب لاحظت أن ابنتها تأنس وتصغي لسورة الأحزاب وتهدأ مع أنها لاتتجاوز الأشهر ، ولذلك نرى سنة الأذان في أذن المولود أن ما يسمعه في استهلاله للحياة الدنيا يسمع الأذان والإقامة ..
حينما جاءت امرأة إلى احد الشيوخ قالت له أريد أن أربي ابني تربية حسنة وإسلامية قال لها كم عمره قالت 3 أشهر ، قال لها لقد فاتك الكثير ...!!!!
إذا أردنا حل مشاكلنا علينا أن نراجع الأساس.
2) العقل اللاواعي معقل للعواطف والأحاسيس:
فكل ما نراه أو نسمعه أن نحس به أو نشعر به يخزنه العقل اللاواعي ، فهو معقل للعواطف والمشاعر فهو يخزن السلبيات والإيجابيات وطبعا يوجد مجال لاستبدالها .. فإذا كان عقلي اللاواعي قد خزن السلبيات وهذا مؤكد ، إذاً عليّ أن أدرك ماهو السلبي وأميزه ثم أجعل على عقلي حارس يمنع دخول السلبيات وهذا الحارس عمله أن يحذف كل شيء سلبي
مثلا : أنا كسول .. لا أستطيع .. لا اقدر .. إذا سمعت ذلك من زوجي أو أستاذي أو أبنائي ....الخ احذفها مباشرة ، إذا قيل لي أنا غير فاهم ... لايمكن أن تعمل ... لاتستطيع .. لاأدخلها لعقلي اللاواعي وارفضها مباشرة.
علينا إذاً أن نبدل المفاهيم والأساليب والكلمات فبدلا من أن أقول :
لا أريد أن أكون فاشلا ، لا أريد أن أكون متخلفا ، ..... لاتتكلم عن ما لاتريده؛أبدا وقل :
أريد أن أكون ناجحا ... مبدعا .. أريد أن أتمتع بصحة جيدة .
لاتقل لابنك لاتنس صلاتك في المسجد.. ولكن قل له:حافظ على صلاتك في المسجد
3) من وظائف العقل اللاواعي أيضا أنه ينظم الأفعال اللاإرادية :
حينما تضع يدك على قلبك وتتفقد دقات قلبك تحس براحة عجيبة ... نحن بحاجة إلى أن نتفقد أنفسنا ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) ،
علينا أن نهتم بوظائف أجهزتنا الداخلية ،وفي مراحل متفرقة من البرمجة العصبية ، نجد أننا نسمع أعضاءنا ، ونعرف دخائل قلوبنا وكذلك نسمع حركات الرئة ،
وقد نلاحظ أن هناك نداءات كثيرة تأتينا من الداخل أبرزها حينما نقول( زقزقت عصافير بطني .. أو قلبي ينادي ..)
فالقلب يحتاج إلى غسيل من الصدأ الذي يعلق فيه من الذنوب وجلاؤه ذكر الله تعالى .. نجد أن هذا النداء من القلب كم يلح علينا في رمضان مثلا .. وخاصة في العشر الأواخر ..
والآن لنبدأ تمرين عدّ دقات القلب خلال دقيقة ... هذا التمرين يجعلنا نحصل على مزايا كثيرة منها أننا بدأنا باكتشاف أنفسنا وتفقدها .
. فإذا جاءك رعب مثلا فعقلك اللاواعي ينظم لك زيادة دقات القلب ( الأفعال اللاإرادية ) لماذا يزيد دقات القلب ؟ ...لأن الدماغ يحتاج في حالة الخوف إلى دم أكثر ليرويه .. فيزيد القلب من ضرباته لإعطاء الجرعات الكافية للدماغ ..
مثال آخر : هذه اللقمة التي تمضغها في فمك ألم تفكر لماذا لم تمضغ لسانك مع أنه قطعة لحم ؟ العقل اللاواعي ينظم ذلك.. عملية البلع ، الهضم ، الامتصاص ، التنفس ، كلها ينظمها العقل اللاواعي .. (التمرين هو وضع اليد على منطقة القلب وحساب عدد دقات القلب خلال نصف دقيقة وضربها في 2 يعطينا الناتج معدل دقات القلب خلال دقيقة .. وإذا كانت النتيجة من 60 - 80 تكون طبيعية )
4) العقل اللاواعي ينظم العمليات الإرادية كالعادات والتقاليد ويخزنها بحيث تصبح أمور فطرية :
فالعقل اللاواعي يسجل العادات والأعراف منذ الطفولة ويحفظها ، فمثلا :
صب القهوة للضيف بدون تعليم وتفكير ، بعض العوائل تصب ربع الفنجان إذا زاد كان ذلك عيبا .... هناك من يصب نصفه ، إذا أكثر كان ذلك عيب .. عادات .. في الولائم تختلف العادات ، بعضهم يضع أمامك خروفا كاملا ويتركك ويخرج لتأكل براحتك !!!
منتهى الكرم .. والبعض الآخر يعتبره إهانة !!!
هذه العادات والأعراف يتوارثها الأبناء عن الآباء بتخزينها في العقل اللاواعي.
5) العقل اللاواعي يتحكم بالطاقة الجسدية والنفسية ويوجهها :
لو قلت لك يا فلان تعال هنا واقفز من فوق المنضدة على الأرض .. هل تستطيع ؟؟!
ستجيبني : لا أستطيع عندي عملية في رجلي ! أو انك ستجيب:أكيد لا ..ذلك مستحيل .. ولكن لو قلت لك لو كنت في الطابق الثاني وحاصرتك النيران . .. من كل جهة .. ولم يعد هناك مجال تجد أنك تقفز وبدون تفكير وبكل قوة وذلك لأنك وصلت إلى درجة الإحراج ..
فالعامل الخارجي يحفز الطاقة ويتحكم بها .. إذاً لماذا أنا انتظر الحريق لأقفز .. ؟؟ لماذا انتظر العصا التي تسيرني ..؟؟ لو فرضنا أن ملك الموت جاء الآن وقال لك إن أجلك ينتهي بعد شهرين بالضبط ماذا تفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول شخص : احفظ القرآن في شهرين .. والآخر يقول أحفظ القرآن في شهر وأتفرغ للعبادة في الشهر الآخر .... !!!!
أين هذه الموهبة .. وأين هذه القدرة دون المحفز الخارجي ..؟؟؟؟
من خلال حياتنا العملية نجد أننا أيام الامتحانات نحفظ الكتاب يحتوي أكثر من 200 صفحة في ليلة واحدة لنمتحن به .. وإذا سئلت كيف استطع ذلك تقول إنها مسألة مصيرية .. نجاح أو فشل ؟؟؟
( كلنا يستطيع أن يفكر ويبدع ويخترع ) ولاتقول أن هناك فروق فردية ومواهب وقدرات .. الفروق تكون نسبية .. 5%...10% ، لكن هناك طموحات .. فكل منا يستطيع أن يصل إلى ما يتمنى ويطمح ، بالإصرار والهمة والتركيز والمداومة .. ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
هذه قصة من حياة إحدى الحاضرات للدورة تقول : لي ابنة عمة معلمة وزوجها مهندس معماري ، هاجرا من بلدهما لظروف سياسة . استقرا في أمريكا .. درسا الطب .. وعمر الزوج خمس وثلاثون سنة وهي عمرها ثمان وعشرون .. ونالا أعلى الشهادات .. وعملا بالتدريس في الكليات الطبية في جامعة بوسطن وقبل سنوات رأيت زوج ابنة عمتي في التلفاز وقد اكتشف دواءً جديداً لبعض الأمراض السرطانية .. أليس هذا طموحا وإرادة وإصرارا على النجاح؟؟؟؟!!!
• الخلاصة أنه لا يوجد فرق بينك وبين المخترع والمبدع والقائد العظيم والمكتشف
فكل إنسان قبل أن يخترع يجلس جلسة تفكر وتركيز ,, ومع هذه الجلسة يخرج بأشياء تشغل قدراته العقلية ومن ثم يحاول ويحاول .. ويصمم ويركز ولا يمل وذلك لوجود المحفز والعامل الخارجي كما بينا في الأمثلة السابقة.
*[color="Red"]ونخرج بخلاصة مهمة فيما يخص حفظ القرآن الكريم ..
أن برمجة عقلي اللاواعي لحفظ القرآن الكريم يكون بإرسال رسائل إلى العقل إليه .. وهذه الرسائل لها خمس مواصفات .. :
مواصفات الرسائل للعقل اللاواعي :
1)أن تكون واضحة ومحددة :-
أن تُبيِّن ما تريد لا مالا تريد .. وتحدد الوقت .. جرب أيها المؤمن ثلاثة أيام على أن تستيقظ الساعة الثالثة صباحا وانظر هل تستطيع أن تحفظ عشر صفحات خلال ساعة ونصف ؟؟؟ اكتب ذلك وثبته كتابيا وأرسل رسالة لفظية وكتابية إلى نفسك تقول فيها .. : أنا استطيع .. أنا قادر .. أنا أريد أن أكون عالما ... مبدعا .. حافظا .. متكلما .. إذاً حدد ماتريده .. ولاتقول أنا لاأريد أن أنسى حفظ القرآن مثلا.. أو لا أريد أن أكون جاهلا . وهكذا .. فإذا استطعت أن تحفظ كما حددت أو أقل قليلا أو أكثر استطعت أن تبرمج عقلك على نظام دقيق .. تحفظ صفحة بإتقان كل عشر دقائق . تحدد الوقت تقول نعم نجحت .. إذاً سأعمل تحديا اكبر .. سأحفظ في خمس دقائق و حفظتها في ست دقائق ... وهكذا .ومثال على ذلك الدورة المكثفة التي تقام دائما لحفظ القرآن نجد أن الطلاب يحفظون ( ويتركز الحفظ وبقوة لمدة طويلة ) يحفظون القرآن في شهرين ( ستين يوما ) ولو جئنا إلى الشيخ إبراهيم وهو رجل كبير وحفظ القرآن في خمسة وخمسين يوما قال بدأت ببرنامج محدد كل يوم احفظ بعد صلاة الفجر 9 صفحات ثم أصلي بها الضحى واذهب إلى عملي وبعد صلاة الظهر أراجعها وفي الليل اسمعها للشيخ فأتقنها .. داوَمَ على هذا النظام وكل ذلك مع الهمة والتصميم والإصرار والرسائل الإيجابية المتكررة إلى العقل اللاواعي استطاع أن يختم الحفظ مع التلاوة اليومية فبرمج عقله على مراجعة 3 أجزاء كل يوم وبعد فترة أصبحت خمسة أجزاء كل يوم ثم 10 أجزاء .. والآن يقول اقرآ 15 جزء كل يوم وبكل سهولة وأنا مرتاح ( أمدَّ الله في عمره ) إذاً الخلاصة هي هذه القاعدة التي يجب أن تضعها في قلبك وعقلك .. : أنا قادر على ذلك .. أنا أستطيع .. أنا جدير بذلك ...!!!
2) أن تكون إيجابية غير سلبية :-
أن تكون الرسالة التي أرسلها إلى العقل اللاواعي مركزة على الإيجابيات .. إمنع جميع السلبيات من حياتك ضع نفسك في دائرة الامتياز دائما .. سيطر على عواطفك بالتفكير بالنجاح دائما .. فالنجاح يولد النجاح..
3) أن تدل على الحاضر لا على المستقبل .. ( الآن ):-
لا تقل بعد الدورة إن شاء الله سأبدأ بتنظيم أموري .. لا .. العقل اللاواعي يجب أن يعمل الآن ومباشرة .. من الآن صمم ونظم وبادر في عقلك اللاواعي أن تفعل كذا وكذا .. لا تسوّف أبداً .. فالتسويف يولد المشاكل يقول الزوج لزوجته اعملي لنا قهوة فتقول له إن شاء الله بس اخلص كذا .. انتظر شوي .. دقيقتان فقط .. الخ . يبدأ التسويف ويمضي الوقت ويخرج الزوج من بيته غاضبا متأثرا بسبب هذا التسويف ؟؟..!!!
4) أن يصاحب الرسالة مشاعر وإحساس و شعور بتحقيقها :
كيف ؟؟
عليك أن تتخيل كيف حققت هذه الرسالة وتعيش لحظات النجاح وتفرح في قلبك لهذا النجاح، عليك أن تعيش لحظات النجاح لفترة لتجد لذة العمل من أجل هذا النجاح .. تقول إحدى الحافظات : أنا كلما أقرأ وأتلو القرآن الكريم أتخيل أنني اقرأ أمام الله تعالى وأرتق في درجات الجنة فأقرأ أفضل وأرتل بتجويد أحسن وأتذكر (اقرأ وارتق)
5) التكرار .. التكرار .. التكرار:-
التكرار لهذه الرسائل هي أهم صفة فيها .. كرر رسائلك إلى عقلك اللاواعي ولا تمل ولو أخذنا مثلا من حياتنا العملية نجد أن الدواء الذي يعطى ضد الالتهابات يجب أن نستعمله ثلاثة أيام متتالية . فإذا شعرت بتحسن في اليوم التالي وتركت الدواء حصلت لك انتكاسة مرة أخرى .. ولذلك نجد في الحديث الشريف حينما جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له " أن أخي استطلق بطنه " يعني أصيب بالإسهال قال : اذهب فاسقه عسلا .. فجاءه في اليوم الثاني والثالث ويقول له : مازاد إلا استطلاقا .. وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكرر .. اذهب واسقه عسلا.. وفي اليوم الثالث قال : صدق الله وكذب بطن أخيك .. اذهب فاسقه عسلا .. فجاء في اليوم الرابع وقال شفي أخي ، نجد أن العلاج بالتكرار لثلاثة أيام على الأقل ، كذلك الرسائل يجب أن تكرر إلى العقل اللاواعي..
وأخيرا هناك قاعدة تقول :
إن الإنسان يسمع فينسى .. ويرى فيتذكر .. ويمارس عمليا فيتعلم
والآن لنطبق هذه القاعدة : وأقول لكم ارفعوا أيديكم ( ورفع الشيخ يده اليمنى واخذ يحرك أصابعه بحركات متتالية ) والجميع رفع أيديهم وحركوا أصابعهم فقال لهم : أنا قلت لكم ارفعوا أيديكم ولم اقل حركوا أصابعكم ...!!!!!
ألا ترون أن الإنسان يسمع فينسى ويرى فيتذكر ويمارس فيتعلم ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟
************************************************** ********
*******
منقول
بالبرمجة اللغوية العصبية
بواسطة الدكتور الغوثاني-جزاه الله خيرا-
الجزء الأول:-
شاب حفظ القرآن الكريم في 55 يوما هل هو يختلف عنا ؟
لا ...
هو يأكل مثلنا ويمشي مثلنا ويرتاح وعنده زوجة وأولاد .. غير متميز عنا .. لماذا؟
النموذج الآخر الفذ العجيب
* طفل مصري حفظ القرآن وعمره 10 سنوات استضيف للعمرة كان يأتي بجميع الآيات الخاصة بموضوع معين مجرد أن يطلب منه ذلك .. احتفلوا به ودعاه احد العلماء لحضور اجتماع وطلبوا منه أن يحدثهم .. فالتفت إلى أبيه وقال له : حؤولهم إيه ؟ فقال له أبوه حدثهم عن العلم، فبدأ الطفل بسرد جميع الآيات في القرآن المتعلقة بموضوع العلم ثم بدأ بجميع الأحاديث التي تحدثت عن العلم ..ثم بين فضل العلماء وأهمية العلم ..فقالوا له يكفي يكفي ....ثم طلبوا منه أن يتكلم عن زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فأجلسوه على الطاولة ( وذلك في اجتماع له مع النساء ) وقال : زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا فريقين ، فريق مع ستنا عائشة وفريق مع ستنا حفصة ، دول كانوا بيعملوا .....ودول بيعملوا كدا ....ثم طلبوا منه أن يحدث الأطفال ، فطلب أن يحضروهم أمامه ثم وقف أمامهم وقال : انتو عاوزين تكونون زيي ؟ قالوا نعم قال لهم : تصيروا مثلي بثلاثة أشياء
ركزوا ركزوا ركزوا ...
**التركيز مهم جداً :
ساعة تركيز تساوي سنة من الفوضى ..و5 دقائق تركيز تساوي أسبوعا من الفوضى.
التركيز : هو التخلص تماما من الجو الخارجي والتفرغ لقضية معينة.
فالتفرغ للقضية والتركيز عليها جزء كبير من حل القضية.
فلا تحل مشاكلك إلا بالتركيز
**ميّزات هذه الدورة :
بعد الانتهاء من هذه الدورة ستجد أنك قد تكون مطبقا لبعض أساليب هذه الدورة لكن بطريقة صحيحة ومنظمة:-
1)الاكتشاف
2)طريقة التفكير والتغيير
3)أفكار جديدة في حفظ القرآن الكريم
هذه النقاط الثلاثة ستحصل عليها بعد هذه الدورة إن شاء الله تعالى..
الاكتشاف : ستكتشف طريقة تفكيرك ستكتشف أيضا شخصيتك ستكتشف أنت بأي مكان وبأي موقع من هذه الدورة ..
**مراحل التعلم:
الفضول والإطلاع ------------> الفهم والاستيعاب -------------> الممارسة والتطبيق
فأنت قبل أن تشترك في الدورة كنت خارج هذه الدوائر الثلاثة وقبل أن تحضر أية محاضرة علمية أنت خارج هذه الدوائر فإذا سمعت عن محاضرة ودخلت فيها تكون في الساعة الأولى أو الدقائق الأولى أو الفترة الزمنية الأولى في فترة فضول وإطلاع (تقول: والله سمعنا عن دورة جديدة والله بدنا نشوف ايش راح يصير فيها ) فضول واطلاع لا أكثر .. البعض يبقى طوال هذه الدورة داخل الدائرة الأولى فإذا استطعت أن تقفز عن الدائرة الأولى إلى الثانية وبسرعة في الدقائق الأولى فستربح لأنك تريد أن تفهم وتتعلم .. المرحلة الثالثة مباشرة تكون في حالة التطبيق والتجربة .. تجرب ما قلناه في هذه الدورة فأنت في مرحلة التطبيق .. أتمنى أن لاتكون في الدائرة الأولى حاول أن تقفز إلى الدائرة الثانية ثم حاول أن تطبق مباشرة حاول ولا تجلس بدون فائدة أو فقط للإطلاع ..
*جلس شخص في إحدى محاضراتي وخلال التمرين لاحظت عدم مشاركته فيه .. فحينما سألته لماذا لم تشترك ؟ قال لي : " أنا أريد أن أشوف ماذا ستفعل ... "
كان لايزال في الدائرة الأولى ...
************************************************** **********
الجزء الثاني:-
والآن نحاول أن نطبق عمليا ... نحاول أن نتنفس تنفسا عميقا سنبدأ الآن .....
أول تمرين : هو أن نأخذ نفسا عميقا ... طيب لماذا ؟وما معنى ذلك ؟
الإنسان في الأحوال الاعتيادية يستعمل حوالي 30% أو 40% من رئتيه في التنفس .. لكن عندما يكون التنفس عميــــــــقا تفتح جميع شعب الرئتين وكلها تتحرك وتملؤها كلها بالأوكسجين الجديد وبدورها تكون قد غذت الدم بأوكسجين جديد .. والمعروف أن الدماغ يحتاج إلى الدم المغذى بشكل متواصل ...
فالدماغ مبني على الدم -----> الدم مبنى على الأوكسجين -----> الأوكسجين مبني على الهواء الذي في رئتيك ..
وهناك معلومة طبية ... هناك جهاز يسمى الجهاز اللمفاوي موجود في كل خلايا الجسم إذا منع الأوكسجين منها تتسمم فيتسبب في ازرقاق الجسم ثم اسوداده ..
التنفس شيء عجيب جدا
ولكن كيف نستفيد منه في حفظ القرآن الكريم ؟؟
باعتبار التنفس يفيد بالانتقال من فكرة إلى فكرة أخرى .. أو إجابة سؤال ما .. لذلك عندما تفكر وتفكر .. ثم تأخذ نفسا عميقا فتأتيك الفكرة من اللاوعي وحتى وأنت في قاعة الامتحان عندما تأخذ نفسا عميقا تتذكر ما نسيته .
إذاً القاعدة الثلاثية:
أوكسجين ---يغذي---> الدم ---يغذي---> الدماغ** للعلم و التطبيق:
*يساعد التنفس العميق مرضى الربو على تخفيف عدد الأزمات.
* كما أن تحت الحجاب الحاجز توجد منطقة ميتة لايدخلها أوكسجين إلا إذا أخذ الإنسان نفسا عميقا ؛عندها تنتعش الخلايا الموجودة في هذه المنطقة
* في حالات القلق بمجرد التنفس العميق تأتيك الحلول...
كذلك نرى الطبيب حينما يفحص المريض يسأل ويفكر فنلاحظ انه يأخذ نفسا عميقا ثم يصف الدواء ويعرف العلة .. كذلك الأطفال عندما يسأل أي سؤال يحتار فيه تراه يأخذ نفسا عميقا ثم يجيب ......
فالتنفس نعمة عظيمة من الله تعالى لاتكلفنا شيئا بل هي خدمة مجانية لنا تحل لنا كثير من المشاكل ...
إذاَ في لحظات الإحراج خذ نفسا عميقا .. وفي لحظات التركيز خذ نفسا عميقا .. إذا دخلت على محاضرة أو خطبة كن هادئا وخذ نفسا عميقا وبهدوء
( إذاً أول شيء تعلمناه من هذه الدورة هو التنفس العميق الهادئ )
تنفس ببلاش .. لايكلفك شيئا الهواء موجود في كل مكان .. أينما تذهب .. في الصباح .. عند الظهر .. في المساء خذ نفسا عميقا ... ثلاث مرات في كل وقت خذ نفسا عميقا....
************************************************** *********
الجزء الثالث:-الشخصيات الثلاثة (الأنظمة التمثيلية الثلاث):
1)البصري(الصوري) : هو الذي عيونه دائما تتجه إلى الأعلى إما يمين الأعلى أو يسار الأعلى إذا سألته سؤال يتعلق بالمستقبل رأيته يتجه بعينه إلى يمين الأعلى .. أما إذا سألته سؤال عن الماضي فيتجه بعينه إلى يسار الأعلى .. وعندما يتكلم ترى يديه على مستوى نظره .. إلى الأعلى ويتحرك كثيرا .. عيونه تذهب يمين ويسار وحينما يتحدث تراه يذهب يمينا ويسارا ولا يتوقف ... مثلا عندما تضع الكأس على حافة الطاولة يتنرفز .. ولا يرتاح حتى يحرك الكأس .. لأنه عندما يرى الكأس يراه وهو ينسكب على الأرض أو يقع وينكسر ,, فإذا أردت أن تعذب شخص بصري ضع الكأس على حافة الطاولة أمامه ..!!! يعمل عشرات الحركات في آن واحد، يتحدث بسرعة و بصوت عال،يقاطع أحيانا، يأخذ قراراته على أساس ما يراه بعينيه، أنفاسه قصيرة سريعة من أعلى الصدر فلا يملأ إلا ثلث رئتيه بالهواء، يمل ويسرع إذا كان الأمر لا يتعلق بقيمه العليا، يحب السرعة في الغالب و دائم الحركة و النشاط، يميل بوقفته إلى الخلف قليلا والرأس و الأكتاف لأعلى، نافخ صدره حتى انه يبدو للناظر انه مغرور، العبارات التي يستخدمها:أرى، أنظر، أتخيل، هذه فكرة غير واضحة، أرى وجهة نظرك، الرؤية ضبابية، الصورة معتمة...
2)السمعي : عيونه وسط .. اتجاه يديه عندما يتكلم بمستوى أذنه .. متوسطة .. يميل برأسه إلى جهة الأذن .. يقرب أذنه .. يهمه مستوى الصوت .. ويهتم بنبرات الصوت عند التحدث .. السمعي يحلل ما يسمعه فمثلا يقول .. سمعنا في الأخبار هكذا .... يحلل الأصوات .. الصحاف قال كذا وكذا .. أما البصري فينتبه إلى الطاقية ووضع الميكرفون أمامه .... وفمه الأعوج ...منصت جيد و يتضايق إذا قاطعه الآخرون، يعطي الأصوات اهتماما أكثر من المناظر، يتنفس بطريقة مريحة أسفل الصدر من عند منطقة الحجاب الحاجز و هذا أفضل من البصري و أصح لأنه يملأ ثلثي رئتيه بالهواء، يأخذ وقتا في الكلام و التفكير و الحكم، و يحكم على الأصوات بصورة أسرع من البصري، يأخذ قراراته على أساس ما يسمعه و ما يحلله من مواقف، يميل في وقفته إلى الأمام قليلا، أميل ما يكون للعقلانية و المنطق، متزن بشكل عام و حركاته و سرعته أقل من البصريين، العبارات التي يستخدمها: اسمع، الصوت واضح، قوة الكلمة، كلي آذان صاغية، نسق موسيقي، نشاز، أسمعك ترددين النغمة ذاتها، أنصت باهتمام...
3)الشعوري ( الحسي ،اللمسي،التذوقي،الشمي) : فتهمه نبرة الصوت المنخفضة فلا يرفعها .. يتكلم من قلبه ... بمشاعره وأحاسيسه .. المعلِّمة تتكلم مع طالباتها بمشاعرها يابنات .. يا أخواتي .. الزوجة الحسية .. زوجها يتكلم معها كلمتين تتأثر وتبكي .. وهكذا .. يتنفس بعمق و ببطء من أسفل الصدر فهو صاحب التنفس المثالي، يملأ كل رئتيه بالهواء، يحتاج للحنان والحب و التقدير المستمر و لا يستطيع أن يشعر بالراحة إذا لم يتوفر له ذلك، يعطي اهتماما اكبر للأحاسيس فهو ودود و لطيف ، يأخذ قراراته على أساس مشاعره و أحاسيسه الشخصية في الغالب، يقف و أكتافه للأمام قليلا و رأسه يميل لأسفل ناحية اليسار نحو القلب، يوزن الكلمات بقلبه قبل أن يخرجها من لسانه لأنه لا يحب أن يؤذي مشاعر الآخرين، و إن فعل و جرح أحدا بكلمة ما فهو يقصد هذا التصرف 100%، العبارات التي يستخدمها في الغالب: لدي إحساس بأنك على صواب، هذا جميل، رقيق، بغيض، أنا لا أشعر بالارتياح عندما أعلم تحت ضغط، هل يمكن أن تضع يدك على السبب الرئيسي، أمسكت بطرف الخيط للموضوع، أريد أن اشعر بطعم و حلاوة النجاح، أحس بالراحة، أنا اشتم رائحة الخديعة...
*السؤال المهم هو هل أنا بصري .... سمعي ... أم حسي ؟؟؟؟؟؟
قد تكون ممن يجمع بين ثلاثة أو اثنين .. ولكن بنسب متفاوتة .. وكل إنسان قد يجمع بين الثلاثة فيكون حسي بنسبة 20 % مثلا .. وبصري بنسبة 70 % .. وسمعي بنسبة 10 % ..
* كيف تعرف ذلك من خلال حفظ القرآن الكريم ...؟؟؟؟
السمعي مثلا : يهتم بصوت ، بمقامات الأصوات .. بالنغمات ، يهتم بالطبقات ، بانخفاضها وارتفاعها ، فحينما أركز على إمام معيّن وأرتاح له في صلاة التراويح مثلا .. وأركز على القارئ الفلاني في هذه السور والقارئ الفلاني في تلك... فأنا سمعي
أما البصري : فيركز على شكل المصحف طريقة الكتابة ، الخط ، الترتيب ، الأناقة ، الألوان التي في الصفحات ..أما الحسي فيتأثر بالمشاعر والأحاسيس التي ترد خلال الآيات لذلك هو ينبوع المقرئين من خلال تأثره بالجانب التصويري للقراءة فمثلا المنشاوي في سورة آل عمران يجعلك تعيش غزوة أحد تماما بمشاعرها وأحاسيسها والحالة التي كان عليها المسلمون خاصة عندما يقرأ ( إن يمسسكم قرح فقد مسّ القوم ... ) أو في آخر سورة الحشر أو في سورة الفجر مثلا خاصة عندا يقرأ ( وجائ يومئذ بجهنم يومئذ .. ) يصور لك الحالة تماما وكأن جهنم مربوطة بالحبال وتجر إلى ساحة الحساب ،
إذا كنت من النوع الحسي فإنك ستبحث عن مصطفى إسماعيل وهو قارئ قديم .. فهو يقرأ سورة يوسف ويصورها بأحاسيس ومشاعر رائعة وخاصة في تصوير ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة ......) فهو يتفاعل مع الآية بشكل عجيب جدا وكذلك عندما يقرأ ( فأكله الذئب ... ) ....سبحان الله .. يعيش القرّاء الأحاسيس والمشاعر، ولذلك فإن النقاد الذين يفهمون بالمقامات والدرجات والأصوات يقولون لانظير له في التصوير المعنوي ، أما محمد رفعت رحمه الله فهو من أوائل من قرأ القرآن وهو يتفاعل مع القرآن بطريقة عجيبة رائعة تأخذ بالألباب ،
ومن هنا يتبين لنا السبب والسّر في البحث عن مسجد معين لسماع تلاوة صلاة التراويح مثلا ، فأنت تتأثر وتعيش الأحاسيس وكل ذلك التأثر يأتي من العقل اللاواعي لذلك حينما يكون المتكلم أو الخطيب ناجحا نجده يبدأ بطريقة معينة ، يرفع صوته ثم يخفضه ، يخاطب الجميع كلّ حسب نفسيته ...
عمرو خالد مثلا متكلّم ماهر لأنه مرة يتحدث بطريقة بصرية فيصور على الشاشة صورة أم سلمة وهي على الناقة وتريد أن تهاجر مع ابنها سلمة.... ، أو يخاطب السمعيين فيقول لهم ... اسمع كذا.... واسمع كذا ويخاطب الحسيّ فيقول .. تخيّل أنك كذا .. وتخيل ... فهو يؤثر على الجميع ...
أما الشعراء فنجد أن عقلهم اللاواعي يؤثر عليهم ، بعض الشعراء لايعرفون بُحور الشعر ، ولكنه يتأثر بالشعر ويعرفه ، وكذلك بعض المنشدين ، الشاعر الحسّي مثلا يكتب بقلم من نوعية معينة ( بعض الشعراء لايكتبون الشعر إلا بنوعية واحدة ويهتم بشكل الورقة ،،،
الشاعر المعروف بهاء الدين الأميري يختار ورقا أنيقا معطرا ويعجب بخطه كثيرا لدرجة أنه يطبع دواوينه بخطه هو ...!!!
************************************************** **********
الجزء الرابع:-
نأتي الآن إلى علم البرمجة اللغوية:-
البرمجة اللغوية تشير إلى الأداة أو الآلة التي نبرمج من خلالها عقولنا؛ فاللغة نوعان :
1)ملفوظة 2)ملحوظة
فأنت تستطيع أن تبرمج نفسك بلغة ملفوظة وملحوظة من خلال التجارب الكثيرة، عليك أن تبدل المفاهيم التالية :
• ياغبي ، أنت لاتفهم ---إلى--- > يا ذكي أنت الأول ....
إحدى الأخوات كانت تلقب ابنتها الصادقة فكانت تناديها طوال اليوم الصادقة ، فكانت البنت بالفعل صريحة مع والدتها طوال اليوم .. وهكذا
والآن أيها المستمع ، انظر إلى نفسك وفكر ما هي أميز صفة تتميّز بها .. فأنت مثلا ..طموح ، اجتماعي ، متفائل ، أب ناجح ، حنون ، حسّاس ، ذكي ... الخ
ولا تستخدم الصفات السلبية المتشائمة ..
فالبرمجة هي هندسة النفس البشرية ودراسة الوجود الذهني فنجد أن بعض هذه الصفات مركزة على الذات ( مواقع الإدراك ) وبعضها مركزة على العلاقة مع الآخرين ..
أما مثال برمجة العقل باللغة الملفوظة :
دخل أستاذ على فصل اشتهر طلابه بالفوضى .. وسألهم لما كل هذه الفوضى ، فقالوا له : لاتتعب نفسك معانا يا شيخ لأننا شعبة الأغبياء ، فقال لهم : من قال لكم ذلك ؟ قالوا : الأستاذ الفلاني قال أن شعبة أ هي شعبة الأذكياء وشعبة ب هي للمتوسطين وج شعبة الأغبياء ، فقال لهم بل انتم أذكياء وسأسألكم سؤال وستجيبونني عليه لأثبت لكم أنكم أذكياء .. فسألهم سؤال بسيط وأجابوه , فقال لهم أرأيتم أنكم أذكياء ، وبعد فترة ، فعلا تبدل الفصل إلى الأفضل .. هذا هو الشعور الذي جاء به المدرس للطلاب ، برمج عقولهم لفظيا من أغبياء إلى أذكياء ..
ومن ذلك أيضا تجربة الثقة بالطلاب في عدم الغش بالامتحان ، تجربة الصوم أيضا تعلمنا الثقة بالنفس ومراقبة الذات , فقد يختلي المسلم كثيرا بنفسه ولكن لايفكر أن يفطر ..لأنه يستشعر مراقبة الله له ، أيضا قصة أحد الأخوة الذي يحكي قصته فيقول أنه عندما كان طفلا أراد أن يحفظ القرآن وبالفعل بدأ وحفظ جزأين .. وكان يحفظ بالمسجد فدخل عليه أحد الشبان وسأله ماذا تفعل فقال له : إني أحفظ القرآن ، فتعجب الرجل وقال له : " بدك تحفظ القرآن كله ؟؟؟"
وأوحى له أن الأمر في منتهى الصعوبة ، ودخل هذا الإيحاء إلى عقله اللاواعي وتأثر به .. ومن ذلك اليوم ترك هذا الرجل حفظ القرآن ومازاد عليه آية وهو الآن يحضر لرسالة الدكتوراه ولم يستطيع الحفظ ...؟؟؟!!!!!!
قصة الشيخ السديس عندما كان طفلا كانت أمه دائما تقول له " يا عبد الرحمن احفظ القرآن إن شاء الله تعالى تصير إمام الحرم "، فكان يأتي إلى الحرم ويراقب حركات الإمام ويفكر هل سيكون مكانه في يوم من الأيام .؟ واخذ يبرمج عقله على ذلك ، وعن طريق العقل اللاواعي حقق هذا الهدف وكان يفكر هل يمكن أن يقرأ بدون أخطاء ؟ وهل يمكن أن يتلو الآية ولا يخطئ في التلاوة ...؟؟؟ وبالفعل ماشاء الله تراه يقرأ ولم يُذكر له أي خطأ ...!!!
العقل اللاواعي والعقل الواعي
كل إنسان يملك نظامين للعقل :
العقل اللاواعي 93% العقل الواعي 7%
**وظائف العقل اللاواعي:-
مثال : عندي موعد هام غدا الساعة السابعة صباحا ، وفجأة استيقظ من النوم قبل الموعد وبدون منبه ، العقل اللاواعي عمل عمله فمن وظائفه :
1)تخزين المعلومات والذكريات :
لذلك انتبه إلى مايخزنه عقلك اللاواعي ...!
خزّن مايلي :
أنا شخصية مهمة فاحترموني .
ليس هناك فشل ولكن هناك تجارب .
أنا أحاول ، أنا أجرب ، أنا استطيع
أنا أستطيع الاستيقاظ فجرا للحفظ والصلاة ... أجرب الليلة
هناك ملاحظة هامة توصل إليها الباحثون وهي أن العقل اللاواعي يعمل ويحفظ والإنسان جنين في بطن أمه!!!!
وقصة مدرسة الرياضيات لفتت انتباه الباحثين إلى أن الجنين يمكن أن يحفظ ، وقد قاموا بتجارب على الحوامل فأسمعوا مجموعة منهن موسيقى ، ومجموعة أخرى أخبار والمجموعة الثالثة تركوهم فلم يسمعوهن شيئا , فوجدوا أن كل مجموعة تفاعلت أولادها بعد الولادة مع ما سمعته قبل الولادة ..!!!
والمرأة وهي حامل عليها أن تعطي رسائل ايجابية دائمة لجنينها .. ومن الخطأ أن نبعث رسائل الكره وعبارات التذمر إليه، والأمثلة كثيرة والتجارب أكثر من أن تحصى، وهذه بعضها ...
إحدى الزوجات حملت بعد 15 سنة وقد تعودت على تلاوة سورة يس ويوسف دائما ، تقول أن طفلتها بعد الولادة بأشهر تصغي لسورتي يس ويوسف وتتأثر بها وتهدأ ...
مدرسة تربية إسلامية طوال فترة حملها هي تدرس سورة الأحزاب لاحظت أن ابنتها تأنس وتصغي لسورة الأحزاب وتهدأ مع أنها لاتتجاوز الأشهر ، ولذلك نرى سنة الأذان في أذن المولود أن ما يسمعه في استهلاله للحياة الدنيا يسمع الأذان والإقامة ..
حينما جاءت امرأة إلى احد الشيوخ قالت له أريد أن أربي ابني تربية حسنة وإسلامية قال لها كم عمره قالت 3 أشهر ، قال لها لقد فاتك الكثير ...!!!!
إذا أردنا حل مشاكلنا علينا أن نراجع الأساس.
2) العقل اللاواعي معقل للعواطف والأحاسيس:
فكل ما نراه أو نسمعه أن نحس به أو نشعر به يخزنه العقل اللاواعي ، فهو معقل للعواطف والمشاعر فهو يخزن السلبيات والإيجابيات وطبعا يوجد مجال لاستبدالها .. فإذا كان عقلي اللاواعي قد خزن السلبيات وهذا مؤكد ، إذاً عليّ أن أدرك ماهو السلبي وأميزه ثم أجعل على عقلي حارس يمنع دخول السلبيات وهذا الحارس عمله أن يحذف كل شيء سلبي
مثلا : أنا كسول .. لا أستطيع .. لا اقدر .. إذا سمعت ذلك من زوجي أو أستاذي أو أبنائي ....الخ احذفها مباشرة ، إذا قيل لي أنا غير فاهم ... لايمكن أن تعمل ... لاتستطيع .. لاأدخلها لعقلي اللاواعي وارفضها مباشرة.
علينا إذاً أن نبدل المفاهيم والأساليب والكلمات فبدلا من أن أقول :
لا أريد أن أكون فاشلا ، لا أريد أن أكون متخلفا ، ..... لاتتكلم عن ما لاتريده؛أبدا وقل :
أريد أن أكون ناجحا ... مبدعا .. أريد أن أتمتع بصحة جيدة .
لاتقل لابنك لاتنس صلاتك في المسجد.. ولكن قل له:حافظ على صلاتك في المسجد
3) من وظائف العقل اللاواعي أيضا أنه ينظم الأفعال اللاإرادية :
حينما تضع يدك على قلبك وتتفقد دقات قلبك تحس براحة عجيبة ... نحن بحاجة إلى أن نتفقد أنفسنا ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) ،
علينا أن نهتم بوظائف أجهزتنا الداخلية ،وفي مراحل متفرقة من البرمجة العصبية ، نجد أننا نسمع أعضاءنا ، ونعرف دخائل قلوبنا وكذلك نسمع حركات الرئة ،
وقد نلاحظ أن هناك نداءات كثيرة تأتينا من الداخل أبرزها حينما نقول( زقزقت عصافير بطني .. أو قلبي ينادي ..)
فالقلب يحتاج إلى غسيل من الصدأ الذي يعلق فيه من الذنوب وجلاؤه ذكر الله تعالى .. نجد أن هذا النداء من القلب كم يلح علينا في رمضان مثلا .. وخاصة في العشر الأواخر ..
والآن لنبدأ تمرين عدّ دقات القلب خلال دقيقة ... هذا التمرين يجعلنا نحصل على مزايا كثيرة منها أننا بدأنا باكتشاف أنفسنا وتفقدها .
. فإذا جاءك رعب مثلا فعقلك اللاواعي ينظم لك زيادة دقات القلب ( الأفعال اللاإرادية ) لماذا يزيد دقات القلب ؟ ...لأن الدماغ يحتاج في حالة الخوف إلى دم أكثر ليرويه .. فيزيد القلب من ضرباته لإعطاء الجرعات الكافية للدماغ ..
مثال آخر : هذه اللقمة التي تمضغها في فمك ألم تفكر لماذا لم تمضغ لسانك مع أنه قطعة لحم ؟ العقل اللاواعي ينظم ذلك.. عملية البلع ، الهضم ، الامتصاص ، التنفس ، كلها ينظمها العقل اللاواعي .. (التمرين هو وضع اليد على منطقة القلب وحساب عدد دقات القلب خلال نصف دقيقة وضربها في 2 يعطينا الناتج معدل دقات القلب خلال دقيقة .. وإذا كانت النتيجة من 60 - 80 تكون طبيعية )
4) العقل اللاواعي ينظم العمليات الإرادية كالعادات والتقاليد ويخزنها بحيث تصبح أمور فطرية :
فالعقل اللاواعي يسجل العادات والأعراف منذ الطفولة ويحفظها ، فمثلا :
صب القهوة للضيف بدون تعليم وتفكير ، بعض العوائل تصب ربع الفنجان إذا زاد كان ذلك عيبا .... هناك من يصب نصفه ، إذا أكثر كان ذلك عيب .. عادات .. في الولائم تختلف العادات ، بعضهم يضع أمامك خروفا كاملا ويتركك ويخرج لتأكل براحتك !!!
منتهى الكرم .. والبعض الآخر يعتبره إهانة !!!
هذه العادات والأعراف يتوارثها الأبناء عن الآباء بتخزينها في العقل اللاواعي.
5) العقل اللاواعي يتحكم بالطاقة الجسدية والنفسية ويوجهها :
لو قلت لك يا فلان تعال هنا واقفز من فوق المنضدة على الأرض .. هل تستطيع ؟؟!
ستجيبني : لا أستطيع عندي عملية في رجلي ! أو انك ستجيب:أكيد لا ..ذلك مستحيل .. ولكن لو قلت لك لو كنت في الطابق الثاني وحاصرتك النيران . .. من كل جهة .. ولم يعد هناك مجال تجد أنك تقفز وبدون تفكير وبكل قوة وذلك لأنك وصلت إلى درجة الإحراج ..
فالعامل الخارجي يحفز الطاقة ويتحكم بها .. إذاً لماذا أنا انتظر الحريق لأقفز .. ؟؟ لماذا انتظر العصا التي تسيرني ..؟؟ لو فرضنا أن ملك الموت جاء الآن وقال لك إن أجلك ينتهي بعد شهرين بالضبط ماذا تفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول شخص : احفظ القرآن في شهرين .. والآخر يقول أحفظ القرآن في شهر وأتفرغ للعبادة في الشهر الآخر .... !!!!
أين هذه الموهبة .. وأين هذه القدرة دون المحفز الخارجي ..؟؟؟؟
من خلال حياتنا العملية نجد أننا أيام الامتحانات نحفظ الكتاب يحتوي أكثر من 200 صفحة في ليلة واحدة لنمتحن به .. وإذا سئلت كيف استطع ذلك تقول إنها مسألة مصيرية .. نجاح أو فشل ؟؟؟
( كلنا يستطيع أن يفكر ويبدع ويخترع ) ولاتقول أن هناك فروق فردية ومواهب وقدرات .. الفروق تكون نسبية .. 5%...10% ، لكن هناك طموحات .. فكل منا يستطيع أن يصل إلى ما يتمنى ويطمح ، بالإصرار والهمة والتركيز والمداومة .. ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
هذه قصة من حياة إحدى الحاضرات للدورة تقول : لي ابنة عمة معلمة وزوجها مهندس معماري ، هاجرا من بلدهما لظروف سياسة . استقرا في أمريكا .. درسا الطب .. وعمر الزوج خمس وثلاثون سنة وهي عمرها ثمان وعشرون .. ونالا أعلى الشهادات .. وعملا بالتدريس في الكليات الطبية في جامعة بوسطن وقبل سنوات رأيت زوج ابنة عمتي في التلفاز وقد اكتشف دواءً جديداً لبعض الأمراض السرطانية .. أليس هذا طموحا وإرادة وإصرارا على النجاح؟؟؟؟!!!
• الخلاصة أنه لا يوجد فرق بينك وبين المخترع والمبدع والقائد العظيم والمكتشف
فكل إنسان قبل أن يخترع يجلس جلسة تفكر وتركيز ,, ومع هذه الجلسة يخرج بأشياء تشغل قدراته العقلية ومن ثم يحاول ويحاول .. ويصمم ويركز ولا يمل وذلك لوجود المحفز والعامل الخارجي كما بينا في الأمثلة السابقة.
*[color="Red"]ونخرج بخلاصة مهمة فيما يخص حفظ القرآن الكريم ..
أن برمجة عقلي اللاواعي لحفظ القرآن الكريم يكون بإرسال رسائل إلى العقل إليه .. وهذه الرسائل لها خمس مواصفات .. :
مواصفات الرسائل للعقل اللاواعي :
1)أن تكون واضحة ومحددة :-
أن تُبيِّن ما تريد لا مالا تريد .. وتحدد الوقت .. جرب أيها المؤمن ثلاثة أيام على أن تستيقظ الساعة الثالثة صباحا وانظر هل تستطيع أن تحفظ عشر صفحات خلال ساعة ونصف ؟؟؟ اكتب ذلك وثبته كتابيا وأرسل رسالة لفظية وكتابية إلى نفسك تقول فيها .. : أنا استطيع .. أنا قادر .. أنا أريد أن أكون عالما ... مبدعا .. حافظا .. متكلما .. إذاً حدد ماتريده .. ولاتقول أنا لاأريد أن أنسى حفظ القرآن مثلا.. أو لا أريد أن أكون جاهلا . وهكذا .. فإذا استطعت أن تحفظ كما حددت أو أقل قليلا أو أكثر استطعت أن تبرمج عقلك على نظام دقيق .. تحفظ صفحة بإتقان كل عشر دقائق . تحدد الوقت تقول نعم نجحت .. إذاً سأعمل تحديا اكبر .. سأحفظ في خمس دقائق و حفظتها في ست دقائق ... وهكذا .ومثال على ذلك الدورة المكثفة التي تقام دائما لحفظ القرآن نجد أن الطلاب يحفظون ( ويتركز الحفظ وبقوة لمدة طويلة ) يحفظون القرآن في شهرين ( ستين يوما ) ولو جئنا إلى الشيخ إبراهيم وهو رجل كبير وحفظ القرآن في خمسة وخمسين يوما قال بدأت ببرنامج محدد كل يوم احفظ بعد صلاة الفجر 9 صفحات ثم أصلي بها الضحى واذهب إلى عملي وبعد صلاة الظهر أراجعها وفي الليل اسمعها للشيخ فأتقنها .. داوَمَ على هذا النظام وكل ذلك مع الهمة والتصميم والإصرار والرسائل الإيجابية المتكررة إلى العقل اللاواعي استطاع أن يختم الحفظ مع التلاوة اليومية فبرمج عقله على مراجعة 3 أجزاء كل يوم وبعد فترة أصبحت خمسة أجزاء كل يوم ثم 10 أجزاء .. والآن يقول اقرآ 15 جزء كل يوم وبكل سهولة وأنا مرتاح ( أمدَّ الله في عمره ) إذاً الخلاصة هي هذه القاعدة التي يجب أن تضعها في قلبك وعقلك .. : أنا قادر على ذلك .. أنا أستطيع .. أنا جدير بذلك ...!!!
2) أن تكون إيجابية غير سلبية :-
أن تكون الرسالة التي أرسلها إلى العقل اللاواعي مركزة على الإيجابيات .. إمنع جميع السلبيات من حياتك ضع نفسك في دائرة الامتياز دائما .. سيطر على عواطفك بالتفكير بالنجاح دائما .. فالنجاح يولد النجاح..
3) أن تدل على الحاضر لا على المستقبل .. ( الآن ):-
لا تقل بعد الدورة إن شاء الله سأبدأ بتنظيم أموري .. لا .. العقل اللاواعي يجب أن يعمل الآن ومباشرة .. من الآن صمم ونظم وبادر في عقلك اللاواعي أن تفعل كذا وكذا .. لا تسوّف أبداً .. فالتسويف يولد المشاكل يقول الزوج لزوجته اعملي لنا قهوة فتقول له إن شاء الله بس اخلص كذا .. انتظر شوي .. دقيقتان فقط .. الخ . يبدأ التسويف ويمضي الوقت ويخرج الزوج من بيته غاضبا متأثرا بسبب هذا التسويف ؟؟..!!!
4) أن يصاحب الرسالة مشاعر وإحساس و شعور بتحقيقها :
كيف ؟؟
عليك أن تتخيل كيف حققت هذه الرسالة وتعيش لحظات النجاح وتفرح في قلبك لهذا النجاح، عليك أن تعيش لحظات النجاح لفترة لتجد لذة العمل من أجل هذا النجاح .. تقول إحدى الحافظات : أنا كلما أقرأ وأتلو القرآن الكريم أتخيل أنني اقرأ أمام الله تعالى وأرتق في درجات الجنة فأقرأ أفضل وأرتل بتجويد أحسن وأتذكر (اقرأ وارتق)
5) التكرار .. التكرار .. التكرار:-
التكرار لهذه الرسائل هي أهم صفة فيها .. كرر رسائلك إلى عقلك اللاواعي ولا تمل ولو أخذنا مثلا من حياتنا العملية نجد أن الدواء الذي يعطى ضد الالتهابات يجب أن نستعمله ثلاثة أيام متتالية . فإذا شعرت بتحسن في اليوم التالي وتركت الدواء حصلت لك انتكاسة مرة أخرى .. ولذلك نجد في الحديث الشريف حينما جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له " أن أخي استطلق بطنه " يعني أصيب بالإسهال قال : اذهب فاسقه عسلا .. فجاءه في اليوم الثاني والثالث ويقول له : مازاد إلا استطلاقا .. وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكرر .. اذهب واسقه عسلا.. وفي اليوم الثالث قال : صدق الله وكذب بطن أخيك .. اذهب فاسقه عسلا .. فجاء في اليوم الرابع وقال شفي أخي ، نجد أن العلاج بالتكرار لثلاثة أيام على الأقل ، كذلك الرسائل يجب أن تكرر إلى العقل اللاواعي..
وأخيرا هناك قاعدة تقول :
إن الإنسان يسمع فينسى .. ويرى فيتذكر .. ويمارس عمليا فيتعلم
والآن لنطبق هذه القاعدة : وأقول لكم ارفعوا أيديكم ( ورفع الشيخ يده اليمنى واخذ يحرك أصابعه بحركات متتالية ) والجميع رفع أيديهم وحركوا أصابعهم فقال لهم : أنا قلت لكم ارفعوا أيديكم ولم اقل حركوا أصابعكم ...!!!!!
ألا ترون أن الإنسان يسمع فينسى ويرى فيتذكر ويمارس فيتعلم ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟
************************************************** ********
*******
منقول